حذاري:- أنَّ استهداف "القضاء العراقي" هو استهداف لعمود وسط الخيمة العراقية !
26-ديسمبر-2021

#أولا :-
١-عندما تنكّروا لمواقف المرجعية الشيعية ،ولمواقف مرجعها الاعلى صاحب الشيبة المباركة سماحة السيد علي السيستاني حفظه الله وأبقاه. بدأوا بتأسيس مخطط استهداف المرجعية ورمزيتها ومراجعها وحوزاتها وتاريخها بمحاولة لتشويه سمعتها واجبارها على الانكفاء وتركهم يعبثون بالبلاد والعباد .خصوصا عندما استولوا على كل شيء في العراق بدعم خارجي. وهم ثنائية الاقطاع السياسي في العراقي " الديني المقاول، والسياسي الذي يقدس السلطة والمال "
٢-فبدأوا بسيناريو كسر حاجز القدسية والاحترام والحدود بين العالِم والعامة، وبين المجتهد والمُقلّدِين ولأول مرة في تاريخ العراق الحديث.بحيث أصبح رجل الدين يخجل من المرور في السوق والشارع وهو يرتدي لباسه الديني . فتصاعد المخطط حتى وصل الى شتم وقذف المرجعية والمراجع ودون أكتراث ولأول مرة في تاريخ العراق.وللاسف لم يخرج المجتمع الشيعي بوجه هذا المخطط .بل أستسلم لأصحاب المخطط فتحطم زجاج ونوافذ وبعض ابواب صرح المرجعية الشيعية ولأول مرة بعد هجوم الوهابية عام ١٨٠١/١٨٠٢ م وبعد استهداف النظام البعثي السابق بقيادة المقبور حسين كامل ومن معه!
٣- فقررت المرجعية الشيعية بالفعل وبأمر من سماحة السيد السيستاني حفظه الله بإغلاق ابوابها بوجه تلك الثنائية الاستبدادية التي يمثلها ( رجال الدين المقاولين ، والساسة الذين يقدسون المال والسلطة " والذين وضعوا في آذانهم القطن لكي لا يسمعوا المرجعية ولا الشعب ولا النقد ولا النصح وبات شعارهم( أنا ومن بعدي الطوفان)!….
٤- بحيث حتى بابا الكنيسة الكاثوليكية في العراق السيد ساكو شعر بحجم المخطط ضد المرجعية ..فخاطب المرجعية الشيعية في ليلة الميلاد " ولادة السيد المسيح عليه السلام " بالعودة الى الصدارة قائلاً( يفترض ان لا تقول المرجعية الشيعية لقد بُحَّ صوتنا… لأن رجل الدين لا يُبح صوته، لأنه مكلف من الله بمهمة النصح والاصلاح والتوجيه) وناشد المرجعية بالعودة الى دورها التاريخي الذي انقذ العراق من المحن والويلات والازمات والصراعات. وحتما ان الثنائية الاستبدادية الحاكمة التي أشرنا اليها اعلاه لم يروق لها كلام البابا ساكو !
#ثانيا :-
#استهداف القضاء هذه المرة !
١-جميع العقلاء والمنصفين والمراقبين يعرفون ان من أبقى العراق سالماً بوحدته "الجغرافية والديموغرافية والاجتماعية" وحتى الساعة هما طرفان مهمان وهما :
أ:-المرجعية الشيعية في النجف
ب:-والقضاء العراقي
٢-وبما ان المخطط البغيض نجح بمسافات معينة بالضد من المرجعية الشيعية وتضاريسها ومثلما اسلفنا أعلاه. بدأوا بالشق الثاني من المخطط وهو استهداف القضاء العراقي من خلال التشويه والتسقيط "اعلاميا ونفسيا ومعنويا واجتماعيا"بالضد من رموز القضاء وبالضد من قرارات واحكام القضاء. وبمحاولة مستميته للمضي قدما في اختراق وتسييس القضاء الذي نجحوا فيه وبمسافات معينة في هذا الاستهداف من قبل . ولكن عندما جاء قائد جديد لمجلس القضاء العراقي الاعلى ويمثل جيل الشباب وهو الأستاذ القاضي ( فائق زيدان ) توقعوا اصحاب المخطط ورموز الثنائية الاستبدادية ان المهمة باتت سهلة وسلسة. ولكنهم صدموا برجل يمتلك مقومات وكاريزما أضافت الى منصبه هيبة واحترام وارادة فتبعثروا ثم عادوا من جديد بمحاولة للنيل من القضاء !
٣- فذهب السيد فائق زيدان وبحنكة وحكمة لتحسين وتعبيد جميع الطرق بين القضاء والرئاسات الثلاث ولأول مرة منذ عام ٢٠٠٥ وحتى استلام السيد فائق زيدان. وبهذا نجح القضاء وبجهود وحكمة السيد زيدان من ازالة الازمات وانعدام الثقة بين القضاء وتلك الاطراف وهنا نجح السيد زيدان ببعثرة مخطط استهداف القضاء ومخطط زيادة الشرخ بين القضاء والرئاسات الثلاث.
٤- أردفه السيد زيدان بانجاز آخر يحسب له فقط وهو تحسين العلاقة بين القضاء من جهة وبين الصحافة والاعلام. بحيث وفّر السيد زيدان مساحة طيبة من حرية التعبير في العراق ولأول مرة. ووفر مساحة طيبة للإعلام الحر ،ووفر حماية وحصانة لكرامة ومهمة وبيوت ومكاتب ومؤسسات الصحفيين والاعلاميين. وهنا فقد اصحاب مخطط استهداف المرجعية والقضاء أهم اركان حربهم ومخططهم. فلجأوا الى اسلوب الجيوش الالكترونية والصحافة الصفراء لاستهداف القضاء .
٥-وذهب السيد زيدان نحو خطوة مهمة ولأول مرة وهي تحسين العلاقة بين القضاء من جهة وبين نقابة المحامين العراقيين والتي كانت علاقة متشنجة وفاقدة للأسس .ولكنه استطاع ان يؤسس الى علاقة طيبة مع توفير الدعم للمحامي العراقي في المحاكم العراقية. ومن الجهة الاخرى حسّن السيد فائق زيدان علاقة القضاء مع جميع النقابات والاتحادات في العراق. وهذه ضربة معلم لم يفعلها الا الذين وهبهم الله صفة القيادة .بحيث بات بعض السياسيين يغارون منه وبات الاخر ينسج اشاعات ان السيد زيدان في طريقه لرئاسة الحكومة الجديدة !
٦- والخطوة الجديرة بالاهتمام والتي قرر السيد فائق زيدان اتخاذها وعلى الرغم من بعض مشاكلها ولكنه أصّرَ عليها وهي اتباع ( سياسة الباب المفتوح ) ولأول مرة في تاريخ القضاء العراقي مابعد عام ٢٠٠٣ فأزال من وراءها الظلم عن الكثير من الناس والمؤسسات والجهات العراقية .. وهذا يدل ان السيد زيدان لديه مشروع تجديدي حقيقي في القضاء العراقي. ولديه أصرار على نقل تجارب القضاء في الدول المتقدمة مثل الاتحاد الاوربي وكندا واستراليا وبريطانيا … الخ الى العراق !
٧- كل ماتقدم كان ضربة موجعة لأصحاب المخطط الذين اشتغلوا على هدفين وهما :
أ:-محاولة اكمال مخطط تسييس القضاء بمسافات أوسع والهيمنة عليه
ب:- ومحاولة ترويض القضاء من خلال الاستهداف والحرب النفسية !
وفي آخر المطاف لم ينجح هؤلاء الذين خططوا لتحقيق الهدفين اعلاه. والفضل يعود لسياسات وقرارات السيد زيدان. ويعود للقضاة الذين ساندوا رئيسهم في تنفيذ ما خطط له ليكون قضاء عراقي مستقل وبعيد عن التأثيرات السياسية والمحسوبية مع انقاذ المظلومين ومعاقبة الظالمين !
#مسرحية القبض على قاضي :
وعندما أُغلقت الابواب بوجه المخربين والفاسدين والمنفلتين، وبوجه الذين هددوا القضاء قبل ايام، والذين يريدون من القضاء مجاملتهم في موضوع المصادقة على نتائج الانتخابات من عدمها . وهو التهديد الذي لم ولن يؤثر على قرار القضاء والمحكمة الاتحادية.. ذهبت تلك الاطراف مجتمعة لنسج مسرحية ( القاء القبض على قاضي متلبس بالرشوة ) والهدف تشويه وتسقيط القضاء والقضاة في العراق وفي هذا التوقيت بالذات . ولقد اصدر القضاء بياناً قال فيه ( ان هذا الرجل ليس قاضياً بل منتحلاً لصفة قاضي ، وان القضاء هو من اصدر امر القاء القبض عليه وبالجرم المشهود وحكم عليه ب ١٠ سنوات سجناً) …فنرجو الحذر من تصديق الشائعات وتشبثوا بالقضاء والدفاع عنه. لأنه يمثل العمود الأوسط للخيمة العراقية. واذا سقط هذا العمود سوف ينتهي العراق .. دافعوا عن الهرمين المهمين المرجعية الشيعية والقضاء العراقي فهما ملاذ العراق والعراقيين !